قصص المتوكلــــــــــــــــون:
قصص مع المتوكلين وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم..
لما نزل مع أصحابه في واد فعلق سيفه في شجرة فتفرق الناس في الوادي يستظلون في الشجر فلم يرعهم إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم فأتوه فإذا بشخص و سيف ساقط فقال الرسول إن رجلاً أتاني وأنا نائم فاتخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلفاً أي مسلولاً..انتبه النبي والسيف فوق رأسه..أين المهرب..؟!..فقال من يمنعك مني ..؟!! قلت: الله..هذه كلمة فيها التوكل والتفويض والاستعانة وكل شيء..قال: فشام السيف أي أغمده..وفي رواية سقط السيف من يده..، هاهو ذا جالس..كما في صحيح مسلم..
النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر في الغار, أبو بكر خائف على النبي أكثر من خوفه على نفسه يقول : (يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى ما بين قدميه لأبصرنا) مابيننا وبين الهلاك إلا نظرة تحت!!..قال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما..؟!!، هذا هو التوكل والتفويض يظهر فعلاً في أوقات الأزمات جلياً واضحاً..أن هذا العبد قلبه مفتقر إلى الرب متوكل عليه مفوض أمره إليه خصوصاً إذا لم يكن هناك أسباب تتخذ إلا تفويض الأمر إلى الله..
وجاء الإنكار من ابن عباس رضي الله عنه على بعض أهل اليمن الذين يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس مدوا أيديهم..فأنزل الله )...وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة:197)
وهناك قصة لطيفة لامرأة رواها الإمام أحمد رحمه الله تعالى يقول في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن امرأة خرجت في سرية من المسلمين وتركت ثنتي عشرة عنزاً لها وصيصيتها"السيخ الذي ينسجون به الغزل" كانت تنسج بها، ففقدت عنزاً من غنمها وصيصيتها فقالت ياربي إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإني قد فقدت عنزاً وصيصيتي وإني أنشدك عنزي وصيصيتي ، فجعل رسول الله يذكر شدة مناشدتها لربها سبحانه وتعالى وشدة توكلها على الله وخرجت في سبيل الله ومعتمدة أن الله يحفظ مالها ولما عادت لم تقول أن الله أخلف وعده ولكن نشدت ربها ما وعد به وأخذت تلح وتلح... قال صلى الله عليه وسلم : (فأصبحت عنزها ومثلها وصيصيتها ومثلها)..رجع مضاعفاً..!!نامت على الدعاء والتوكل ووجدته مضاعفاً من عند الله..!!
و قال الإمام أحمد في مسنده حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد بن وهران قال أبو هريرة : (بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدران على شيء فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعاً قد أصابته مسغبة شديدة فقال لامرأته أ عندك شيء ؟..لكن رأفة بحال الزوج أو رفع المعنويات وتسليته وما عندها شيء فلم تشأ أن تقول لزوجها راجع جائع جداً (لا)..فالمرأة إشفاقاً على زوجها وثقة بالله قالت ( نعم ابشر أتاك رزق الله) مع أنها ليس لديها شيء لكنها الثقة والاعتماد على الله ورجاء الله ، فاستحثها فقال ويحكِ ابتغي إن كان عندكِ شيء..!!..قالت: نعم هنيّة..اصبر..نرجو رحمة الله..!حتى إذا طال عليه الطوى وجاع زيادة فوق جوعه فقال ( ويحكِ إن كان لديكِ خبز فأتيني به فإني قد بلغت وجهدت فقالت نعم الآن ينضج التنور) أوقدت الفرن والفرن ليس فيه شيء فلا تعجل فلما أن سكت عنها ساعة، وتحينت أن يقول لها قالت هي من نفسها لو قمت فنظرت إلى تنوري مع الثقة بما عند الله..فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم..و رحييها تتطحنان..!!! فقامت إلى الرحى فنفضتها وأخرجت ما في تنورها من جيوب الغنم ..!! قال أبو هريرة فو الذي نفس أبي القاسم بيده عن قول محمد صلى الله عليه وسلم ( لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتها إلى يوم القيامة).
قد يقول بعض الناس ماذا نقول في قصة خالد بن الوليد لما شرب السم، أو ما جاء عن عمر أنه أكل مع مجذوم..
قصة خالد مشهورة في كتب التاريخ، أنهم حاصروا حصناً فقال الروم لا نسلّم(نستسلم) حتى تشرب السمّ..، وحكم شربه حرام لا يجوز( من تحسّى سمّاً فقتل نفسه فسمّ تحسّاه في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) ، خالد في وقت حرج، استسلام هؤلاء يعني حماية المسلمين وإبعاد الأذى عنهم في الحرب والجراحات فيه مصلحة عظيمة، والروم هؤلاء كأنهم يريدون شيء من الكرامات يستسلمون لهؤلاء – تحدّي- فأخذه خالد ثقة بالله وتوكلاً على الله وشرب ولم يضره وسم الروم..
هذه حالة خاصة ونادرة لم يكن أخذه لها بسبب الانتحار وإنما وجد خالد مصلحة عظيمة للمسلمين و وجد في نفسه توكل على الله كبير وهذا شيء يشعر به ربما بعض أولياء الله في بعض الحالات..، لم يضره من التوكل..، ولكن هذا لا يقع مع أي أحد..
وكذلك تحمل قصة عمر رضي الله عنه لمن أراد الإثبات والبرهنة لمن يعتقد أن العدوى لابد أن تصيب فوجد في نفسه شدة وصحة توكل وقوة في القلب لإثبات للناس أنه لا عدوى ، ولكن هذه حالات خاصة تكون مع أولياء الله وليست القضية على إطلاقها فالأصل باقِ على التوكل